في معمل ألماني لصديق لي حضرت جلسة فكر. وهي تختلف عن فكرنا وأسلوبنا في أذية الخلق باستعمال الكلمة ودهس قائلها بشكل وحشي في تويتر والصحافة وفيس بوك وكل مكان ظلما وعدوانا. وجلسة الفكر الألماني يخترعون منتجات فكرية أولا. ومن المنتجات أن يكون الملبس إلكترونيا فقط. فيشاهد الإنسان ملبسا خلف قماش ساتر أسود ولكن عليه تصميم لفستان مثلا. ويمكن السيدة تغيير لبسها كما تشاء وقتما تشاء بأي لون وأي تصميم. طبعا يأتي مستعجل أحمق ويقتل الفكرة وربما يجعله يعاني بفكرته ويفعل فيه ما فعله الأوائل بكلمة فكر. ولكن عند الألمان يقومون فورا بتصميم نظم على الكمبيوتر لتحقيقها. مثلا تحويل بث التصميم على القماش عن طريق شيبس أو رقائق فيراه الشخص الآخر على القماش. الفكرة الإبداع بصفة عامة وكيف أن التغيير قادم بصفة دائمة. عندما انتهى العصر الحجري وعصر البخار استمر الإنسان في استعمالهما ولكن انتهى عهدهما كوسيلة للنهضة وجاء العصر الصناعي والذري والإلكتروني والشبكي العنكبوتي وشركات الدوت كوم التي لا توظف إلا سيرفرات وقليلا من البشر. انتهى عهد القلم مثلا. لكن مازلنا نحمله في جيوبنا ولا أعرف لماذا، هل لأنه زينة أم أنه تعود أو أننا نعتقد أن له استعمالات أخرى. وهذا صحيح القلم أنا استعمله بطرق فنية للإشارة مثلا ولكنه ليس ضروريا. أهديه لشخص أريد لن أهديه وإن أصبح ذلك ممنوعا الآن في ظل الحوكمة. فأنت لا تستطيع أن تهدي شخصا يمكن أن يؤثر ذلك على علاقتك الرسمية معه بأي شكل. حتى موظف في شركة أخرى؛ لأن ذلك خرق لقوانين الحوكمة والشفافية. إلا إذا أعلنت ذلك وهو كذلك ولم تَخَلَّق أي شبهة للتأثير على رأيه أو مصلحة شركته أو وذلك في أصعب الحالات موظفا حكوميا. إذن تغير المفهوم تماما. أما الساعة فهذه عهدها انتهى كذلك وأصبحت من أدوات الزينة. وهي هم أكثر من أي شيء آخر. فلديك الوقت في هاتفك ولا تحتاج أن تلبس ساعة. ومعظم الوقت أنت لا تريد لبسها لأنها بلشة أو عائق. فيجب فتحها من اليد حين الوضوء. وتكتشف أنك لا تلبسها معظم الوقت الآن. ولم تعد بالأهمية القصوى كما كانت. وتخجل عندما تشاهد بل غيتس ياللي يلبس ساعة قديمة رخيصة وهو من أغنى أغنياء العالم ماديا. وأنت تحمل ساعة ماركة بسعر سيارة وإن صغرت السيارة. ولكن هو اختلاف الثقافة والزمن والفكر. هذه كلمة الفكر أصبحت مصيبة يتجنبها الجميع وأنا أولهم. ونحتاج اختراعا جديدا لنقل الحضارة الإنسانية إلى المستوى التالي وسوف يحدث. وينتهي عهد شيء ما لأن هذه سنة الحياة. وربما يعمل حاليا شخص ما على منتج جديد ينهي حقبة ما. ولا تعرف حتى يجد البيئة المناسبة للإبداع لا الحروب والقتل والتدمير الفكري والسيطرة والانغلاق. وتنطلق فكرة هذا المبدع لينهي حقبة ما. وقد يأتي زمان تغلق فيه الحدود بين القارات ولا يستطيع مثلا العربي من السفر إلى أمريكا. وهذه حقيقة فمعظم الأمريكان لا يفهمون الكثير ويسيطر عليهم قلة من السياسيين واللوبي. وسيكون دخول بعض الجنسيات وبعض المذاهب ممنوعا. وانتظروا عودة النمو الاقتصادي المرتفع إلى أمريكا وسنشاهد تدقيق وأسوار أشبه بأسوار إسرائيل لإصدار التأشيرات. وذلك بتطبيق أن الباب الذي يأتي منه الريح أقفله واستريح. وأهم عنصر في المنع منع محاربي الإبداع وحصرهم في قرية واحدة ليحاربوا إبداع بعضهم في بعض ويكفوا العالم شرهم.